المخدرات خطر ومواجهة:
تعاطي المخدرات و الاتجار فيها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة و العالم العربي بصفة خاصة وتعتبر مشكلة المخدرات من اخطر المشاكل لما لها من آثار شنيعة على الفرد و المجتمع باعتبارها آفة وخطرا يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها و الحد من انتشارها و يجب على الجميع التعاون لمواجهتها والتصدي لها و لآثارها المدمرة على الإنسانية و المجتمعات ليس على الوضع الأخلاقي و الاقتصادي ولا على الأمن الاجتماعي و الصحي فحسب بل لتأثيرها المباشر على عقل الإنسان فهي تفسد المزاج و التفكير في الفرد و تحدث فيه الدياثة و التعدي و غير دلك من الفساد و تصده عن واجباته الدينية و عن ذكر الله و الصلاة وتسلبه إرادته و قدراته البدنية و النفسية كعضو صالح في المجتمع فهي داخلة فيما حرم الله و رسوله بل اشد حرمة من الخمر و أخبث شرا من جهة أنها تفقد العقل و تفسد الأخلاق و الدين و تتلف الأموال و تخل بالأمن و تشيع الفساد و تسحق الكرامة و تقضي على القيم و تزهق جوهر الشرف و من الظواهر السلبية لهدا الخطر المحدق أن متعاطي المخدرات ينتهي غالبا بالإدمان عليها و إذا سلم المدمن من الموت لقاء جرعة زائدة أو تأثير للسموم و نحوها فانه يعيش ذليلا بائسا مصابا بالوهن و شحوب الوجه و ضمور الجسم و ضعف الأعصاب و في هذا الصدد تؤكد الفحوص الطبية لملفات للملفات العلاجية للمدمنين أو المرفقة في قضايا المقبوض عليهم التلازم بين داء فيروس الوباء الكبدي الخطر و غيره من الأمراض و الأوبئة الفتاكة بتعاطي المخدرات و الإدمان عليها.
كما أن المدمن من الناحية الاجتماعية يعيش بكل تأكيد حياة نفسية مهزوزة ينتابها القلق و الاضطراب فيهمل شؤون أسرته و واجباته حيالها و يفقد توازنه العقلي و الحسي فيصبح فردا لا هدف له ولا اهتمام سوى إشباع شهواته و رب جريمة شيطانية أدت إلى الاعتداء و القتل و التنكيل حتى بأقرب الناس إليه كالزوجة و الوالدين و الأبناء. ومدمن المخدرات يغدوا قدوة سيئة لأفراد أسرته و تصرفاتهم السلوكية سيما الأحداث الذين يصبحون طعما سائغا لأصحاب النوايا السيئة. ومن الظواهر الاقتصادية لهذه السموم أنها تؤدي إلى أضرار جسيمة تمس اقتصاديات الأفراد و الناتج الوطني العام. فتعاطي المخدرات نتيجته الحتمية الخمول و ترك الواجبات و أداء الحقوق وكراهية العمل مما يؤدي إلى فقد المدمن لمصدر رزقه بسبب عدم التزامه و تدني مستوى كفايته الإنتاجية و العقلية و الجسمية حتى يكون عبئا ثقيلا و عالة مرضية على الأسرة و المجتمع .وقد أظهرت دلائل كثيرة على وجود تلازم وثيق بين الإدمان و جرائم الاعتداء النفس و المال و الأعراض و الأخلاق . مايزيد الأسى و الحزن و حث الجهود و الطاقات أن هذا الخطر الفادح يستهدف فئة الشباب فلذات الأكباد و قوام نهضة البلاد . إزاء زحف هذه المخاطر الفتاكة تعمل الحكومة بتوجيهات مباشرة و حريصة من ولاة الأمر على بذل الجهود و الطاقات و الإمكانات المتاحة في مكافحة المخدرات و مواجهتها وقائيا ببرامج التوعية و الإرشاد عن الأضرار المترتبة و التحصين ضد شرورها عبر وسائل الإعلام و المؤسسات التعليمية و المساجد و دور الأئمة و الخطباء و تكريس الوازع الديني و المكافحة والمتابعة و القبض وإيقاع العقاب ومحاولة الاستصلاح لمن ابتلوا بذلك و إتاحة الدولة للتائبين ممن وقعوا في شباك المخدرات فرصة الاندماج في المجتمع مجددا مع مساعدتهم في تحقيق الشفاء وتقديم الرعاية والعلاج المجاني لهم مراعية في ذلك سرية الأمر .
وفي مواجهة هذه الآفة تبذل وزارة الداخلية جهودا جبارة في تطوير أساليب و طرق و تقنيات المكافحة بما يتلاءم مع الابتكارات المتطورة لانتشار الجريمة و الوقوف بحزم في مواجهة أساليب و اتجاهات التهريب و الترويج و ثمرة للدعم و المؤازرة و الجهود المخلصة تم تحقيق نجاحات و نتائج ممتازة في هذا المجال.
ومن بين المشاريع الخائضة في هذا الموضوع –الإستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات و المؤثرات العقلية عام 1986م بتونس و مشروع اللائحة التنفيذية للاتفاقية العربية لمكافحة الاتجار غير المشروع للمخدرات و المؤثرات العقلية لعام1994
انتشار هذه الآفة جعل الدولة تتخذ إجراءات من نوع أخر وهو إتباع نهج الشريعة الإسلامية و تطبيق أحكام الله على المفسدين في الأرض بما يقطع شرهم من المجتمع و لو كان بالقتل وفقا للأمر السامي الكريم باعتماد فتوى هيئة كبار العلماء بخصوص عقوبتي الترويج للمرة الثانية و التهريب مما كان لهذا التشريع القضائي الأثر الكبير في مواجهة خطورة المخدرات و مكافحتها و الحيلولة دون انتشارها و كذلك تنفيذ الأحكام القضائية و القرارات الشرعية الصادرة اتجاه أرباب هذه القضايا و رغم هذه الإمكانات و بذل الجهود و الأموال الطائلة في سبيل مكافحة المخدرات و جهود المخلصين فان ذلك غير كاف لوحده بل لابد من وجود التعاون على البر و التقوى في تحقيق الواجب الوطني و الحس الاجتماعي لأبنائنا و إخواننا و جميع أفراد مجتمعنا ابتداء من الأسرة الحصن المنيع في الوقاية من المخدرات فإذا قام الوالدان بواجبهما في وقاية أبنائهما من الشر و التفكك الأسري و المشاكل الزوجية و العنف العائلي و الإهمال من خلال تحقيق التلاحم الأسري و الدفء العائلي و الحنان الأبوي و القدوة الحسنة لان للمشاكل العائلية انعكاسات سلبية على نفسيات الأبناء و مشاعرهم تجعلهم مرتعا للوقوع صيدا سهلا لسموم المخدرات و كذلك يتعين لأولياء الأيتام تقوى الله في تحقيق القدوة الحسنة لمن هم تحت أيديهم و تربيتهم التربية الحسنة و تجنيبهم جلساء السوء ...يجب أن تتضافر جهودنا جميعا كل حسب استطاعته و اختصاصه في مواجهة المخدرات وعليه فان كل مواطن أو مقيم عندما يلاحظ أمرا مريبا في هذا الشأن أو يسمع عن شخص يقوم بترويج و إشاعة أي نوع من المخدرات سيما من يتورط احد من ذويه أو أصدقائه في تعاطي شيء منها عليه أولا الأخذ بيد الضحية و أصحابه إلى العناية والعلاج السري المحترم و لا يتردد في الكشف هو أو احد ذويه عن مصدر المخدرات لإلقاء القبض عليه حتى لو كان ذلك عن طريق الهاتف شريطة أن تكون المعلومات واضحة .في إطار التعاون بين الجهات المعنية وفقا لتوجيهات ولاة الأمر و كذلك بين كل أفراد المجتمع على اختلاف شرائحه و مسؤولية أفراده مع إدارة مكافحة المخدرات و رجالها العاملين بما يحقق الإسهام في برامج التوعية و الوقاية من أضرار المخدرات و تقليص انتشار تعاطيها في المجتمع و القضاء على مصادرها و توظيف المجالات المتاحة و الإمكانات في منظومة الهدف الواحد –لا للمخدرات- بين أركان المجتمع و الأسرة و الجهات الأمنية و المؤسسات التعليمية والوسائل الإعلامية و أئمة المساجد .
و كما سبقت الإشارة فان مضار المخدرات كثيرة و متعددة منها الأضرار الجسمية و النفسية و الاجتماعية و السياسية.
* الأضرار الجسمية *
-فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة و الهزل و الضعف العام المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده كما تتسبب في قلة النشاط و الحيوية و ضعف المقاومة للمرض مما يؤدي إلى دوار و صداع مزمن مصحوبا باحمرار في العينين ويحدث اختلال في
التوازن و التازر العصبي في الأذنين.
-التهيج الموضعي للأغشية المخاطية والشعب الهوائية .
-اضطراب الجهاز الهضمي مما يتسبب في سوء الهضم و كثرة الغازات و الشعور بالانتفاخ و الامتلاء و التخمة و التي عادة تنتهي إلى حالات الإسهال الخاصة عند تناول مخدر الأفيون.
-الالتهاب المعدي المزمن وعجز المعدة عن القيام بوظيفتها كما تسبب التهاب في غدة البنكرياس توقفها عن عملها.
-إتلاف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر خلايا الكبد و يحدث بها تليفا و زيادة في نسبة السكر مما يسبب التهاب و تضخم في الكبد و توقف عمله بسبب عجزه عن تخليص الجسم من السموم.
-اضطرابات في القلب ومرض القلب الحولي والذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم و انفجار الشرايين...
-التأثير على النشاط الجنسي و التقليل من القدرة الجنسية.
-التورم المنتشر واليرقات و سيلان الدم و ارتفاع الضغط الدموي في الشريان الكبدي .
-الإصابة بنوبات صرعية.
. -إحداث عيوب خلقية لدى الأطفال الحديثي الولادة
.
-تعتبر المخدرات السبب الرئيسي في الإصابة بأشد الأمراض خطورة مثل السرطان.
-تعاطي جرعة زائدة منها يؤدي إلى الموت-الانتحار-.
*الأضرار النفسية*
تحدث اضطرابا في الإدراك الحسي العام كالسمع و البصر و بقية المدركات.
-يؤدي تعاطيها إلى اختلال في التفكير العام وفساد الحكم على الأشياء و الأمور مرفقا بالهذيان و الهلوسة.
-القلق و التوتر المستمر و الشعور بعدم الاستقرار و الانقباض و العصبية و حدة المزاج و إهمال النفس و المظهر...
-التشنجات وصعوبة النطق و التعبير عما يدور بذهن المتعاطي بالإضافة إلى صعوبة المشي.
-ضعف القدرة على التواؤم و التكيف الاجتماعي.
-الاكتئاب ومراودة الأفكار السوداوية للفرد.
-جمود وتبلد الانفعالات و العواطف.
-عدم التناسب الانفعالي الضحك و اختلال الآنية -أشبه ما يكون انفصام شخصية-.
*الأضرار الاجتماعية*
-تجعل الفرد يفقد كل القيم الدينية و الأخلاقية و يتعطل عن عمله الوظيفي و التعليم مما يقلل إنتاجيته و نشاطه اجتماعيا و ثقافيا فتحجب عنه ثقة الناس ويصبح في نظرهم غير موثوق فيه و مهمل و منحرف في المزاج والتعامل مع الآخرين.
-ضياع أموال طائلة في شراء هذه السموم المهربة إليه .
-البطالة أو ممارسة الأعمال غير الشرعية.
-الإدمان يجعل صاحبه يضعف أمام مواجهة واقع الحياة.
-تؤدي إلى التشتت الأسري وتفكك الروابط الاجتماعية.
-تنعكس سلبا على المجتمع فيصبح مريضا بأخطر الآفات يسوده الكساد والتخلف وتعمه الفوضى وانتشار المخدرات في حد ذاته جريمة تؤدي إلى السجن .
*الآثار السياسية*
-هز الكيان السياسي للدول.
-هناك روابط وثيقة بين الإرهاب الدولي والاتجار غير المشروع في الأسلحة و المخدرات.
-الحركات الانفصالية في العالم تغذيها أموال تجار المخدرات.
-تشويه سمعة البلاد.