جدار النسيان
لقد رنت في أذني
أصوات الصمت والسكون..
ولم يبق لكي في قلبي شيء....
أيتها الحروف
فقد كان جفاؤك أذان....
بانقضاء كل شيء..
هنــــــــــــــا
القلوب خافقة
والنفوس ذاهلة
والحبيب يصارع جبابرة الألم....
صراعا شديدا
فأين كنتي هناك .....
إن لم تكوني هنا ....
وأنت
لا عين ....و..لا أثر
فما بالك أيتها الحروف
لا تسألي نفسك عني....
وعن غيابي
كم كنت قاسية علي .....
.وعلى أمثالي ....
يوم تركتني ولم تسألي
ما حل بي من بعدك
وهل أنا باق على قيد الحياة ....
. أم ذهب الصمت
بما بقي من رمقي
كم كنت قاسية
و أنت
تغلقين باب الود....
وتهملينه....
هــــــــــــــــــــــــــــــا
أنا اليوم
أتمثل أمام عيناي
جميع صور الكلمات الماضية
دفعة واحدة .....
وهي تصور أدق عواطف القلوب
وخوالجها
فماذا أصنع بها ....
إذا هي نستني ولم تذكرني ....
وماذا أصنع بحديثها
إذا انقطعت أسباب دنياها
من أسباب دنيا يا
وأنا الذي كنت أتمنى أن أعيش لها....
لأرى السعادة التي كانت ترجوها
وأجمع لها ثروة من الحب.....
لا يتلف ثراؤها ...
بعد...
ولا غياب
وكنت أرى...
أن في إمكاني أن أهديها
في كل ساعة من ساعات دنياها....
من الحب والحنان....
ما لا يستطيع قلب في هذا الزمان
أن يمنحه إياها ....
ولم أكن أبغي وراء ما أهديها أجرا....
و... لا ... مغرما
سوى أن أراها سعيدة بين عيناي ....
وأن أعيش الى قربها ....
عيش الغصن اليافع
في الفرع المتين
فشد على قلمي أيها الوفي ...
. وأكتب...
واسمع ...
من الحروف نونها
وشينها... و..ممكنها..
.و...مستحيلها ...
فلقد جزمت قبلك
بالسكون... سكونها...
وعرفت عطفها... و...معطوفها
وسلم ....سلاما... حارا...
يليق بالوفاء....
سلام الجزائر... على بشيرها... و....باديسها...
و...سلام فرنسا... على فكتورها .. و... موليارها
وقف ..
هـــــــــــا هنــــــــــا ..
نحي من نسو...
تحية روسيا... لتشيكوفها... و.. بوشكينها
علا
الأحبة يعرفون أخاهم...
وان.. كان له إخوة من دونهم
علا... الأحبة يعرفون... صديقهم...
وان كان له أصدقاء غيرهم
علا.... الأحبة يعرفون حبيبهم ...
وهو الحبيب منهم ومثلهم
قف
أيها القلم.... فأنت الشاهد بيني وبينهم
قف
لنرسم بالدموع رسما جميلا
لسيرتنا وسيرتهم
قف
لنقضي حق عشرتنا من عشرتهم
فلقد وجدتني غائبا
.. و..
هنا العيون تنظر ولا ترى
والأذان تسمع ولا تعي....والقلوب ذاهلة عن كل شيئ حتى عن نفسها ..... .و..
.الأرواح ذاهبة في سبيلها
لا
تستطيع أن تميز
بين واقف ومنصرف
ولسنا ندري بعدها
من وقفوا هاهنا
ومن انصرفوا
كلمات.......... بقلم الكندي