عدت و الشوق يملؤني لمعانقة الحرف من جديد
كأي أنثى أحبت ..
و ما تمنت في الدنيا إلا أن تملك ذاك الحبيب
أحببت أنا قلمي ..
و ما تمنيت إلا أن أملكه ..
لكن هيهات !!
فقطرة حبري لا تصمد طويلا ..
و انا أحاول أن أرسمها باحتراف على وريقاتي البالية ..
غير انها تسقط بعشوائية فاضحة ..
فتشوه ملامح الحرف ..
أتتبع نزولها بابتسامة عفوية ..
فتتعقبها دمعة حزن عند سقوطها الغير متوقع ..
أستجمع انفاسي من جديد
و كلي أمل أنها ستكون أفضل في محاولاتي القادمة ..
تلامس أناملي هامشة ورقة أخرى
أحملها بكل ثقة .. أن القادم دائما كما يقولون أجمل ..
أَضعها أمامي ..
أحمل قلمي .. و أمسح رأسه بحركة طفولية ..
كما لو أنني أحاول إزالة بقايا قطرة الحبر السابقة ..
كما لو كنت أستأصلها من جذورها حتى لا تعدي قطرات حبري المتبقية ..
و يمنعني ذلك من معانقة كلماتي العالقة في أعماقي منذ زمن بعيد ..
مددت يدي .. لأخط حرفي من جديد ..
و قلبي تسارعت نبضاته ..
و اغرورقت عيناي بالدموع ..
و كلي يرتعش خوفا ..
أن يخونني حبري مرة اخرى ..
و بصعوبة بالغة .. استطعت أن أضع رأس القلم على الورقة ..
و إذ بقطرة الحبر تسقط من جديد ..
بعشوائية مفرطة ..
أسقطت معها حلما كان يسير التحقق منذ حين ..
أسقطت معها أملا في أن أمتلك ذاك القلم ..
فوجدتني حينها كما طفلة مكسورة الخاطر ..
مطـأطأة الرأس ..
تراقب وريقاتها الملطخة بالحبر ..
و دموع الأسى المخلوطة بدم قلبها الحزين تملأ عينيها ..
و كل تفكيرها منصب على الورقة التي فسدت ..
و على قطرة الحبر التي انطلقت دون أن يكبحها شكل حرف تأخذه ..
..
كل تفكيرها منصب على قطرة الحبر التي سقطت ..
بعشوائية مفرطة ..
وأسقطت معها حلما كان يسير التحقق منذ حين ..
أسقطت معها أملا في أن أمتلك ذاك القلم